قال الإمام الرضا لأبي الصلت في آخر جمعة من شهر شعبان: «ا أبا الصلت إن شعبان قد مضى أكثره، وهذا آخر جمعة فيه، فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه»، هذه الرواية وروايات كثيرة جاءت لتهيئة الناس في آخر شعبان لشهر رمضان فلماذا؟
هي الاعتقاد بأن معاصي العباد وطاعاتهم من الله سبحانه، وأما الإنسان فلا خيار له، ولا يملك من الأمر شيئاً، وإنما له الكسب كما ذهب إليه بعضهم. وهؤلاء تمسَّكوا بظواهر بعض النصوص القرآنية وغيرها مما دل على أن الهداية والضلال من الله سبحانه، مثل قوله سبحانه ﴿ ... قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ﴾1. كما تمسكوا بما دل على أن الحسنة والسيئة من عند الله، كقوله ﴿ ...
هناك عدة أمور ذكرها الفقهاء يثبت بها هلال أول الشهر، وهي:
1- الرؤية
فإن المكلف إذا رأى هلال شهر رمضان بنفسه وجب عليه الصوم، وإذا رأى هلال شهر شوال وجب عليه الإفطار، سواء أفطر الناس أم صاموا، فإن وظيفته لا ترتبط بوظيفتهم في هذه الحالة.
لو تحدثت مع الأزواج عن موقفهم من رواتب زوجاتهم لرأيت مواقفهم متعددة ومتباينة، أحدها أني لا أتدخل في راتب زوجتي أبدا، فهي حرة في التصرف فيه، لأنه ملكها، ولا أقبل أن تصرف منه على المنزل أو الأطفال، والثاني يرى نفس الرأي لكن لا يمانع صرفها على المنزل والأولاد، والثالث يأخذ كل راتبها ويتصرف فيه بكامله، لأن الزوجة تحوله برضاها إلى حسابه وتخوله التصرف فيه، والرابع يقول أقتطع شيئا من راتبها برضاها والاتفاق معها لحياتنا المشتركة والباقي تتصرف فيه كما تشاء.
وكما تحقق المجتمع الإسلامي الأول على يد النبي (ص)، سيتحقق المجتمع الإنساني المؤمن على كل الأرض على يد الإمام المهدي (عج) لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى. وليكون مجتمع الإمام المهدي (عج) هو الحجة البالغة لله على كل المجتمعات عبر التاريخ، وأن الإنسانية كانت قادرة على تحقيق مجتمع العدل عبر العصور والأجيال، إلا أن الخوف من المجهول أو الفشل أو الرضوخ لإرادة المستكبرين وقف حاجزاً دون تحقيق ذلك الهدف.
إننا نجد في النصوص الإسلامية تأكيداً على فضل الإسلام والإيمان، ومدخليته في كمال شخصية الإنسان، وإشادة بمكانة الإنسان المسلم ـ المؤمن، وتوجيهاً لاحترامه ورعاية حقوقه، كل ذلك مفهوم في إطار الاعتقاد بأحقية الدين وصوابيته، وضمن توثيق عرى التلاحم بين أبنائه ومعتنقيه. ولكن هل يستبطن ذلك التنكر لكرامة الإنسان خارج دائرة الإسلام؟
لا شك أن خلق الله للدنيا لم يكن لعباً ولا عبثاً وإنما لغاية بليغة وحكمة سديدة وهي أن تكون الحياة الدنيا مظهراً من مظاهر الجمال والجلال الإلهيين من خلال الحياة الإنسانية المؤهلة بما أعطاها الله من قابليات وقدرات معنوية ومادية للقيام بذلك الدورالاستخلافي.
لما كان غرض النبي صلى الله عليه وآله قد تعلَّق بإبهام الاسم الصريح للإمام المهدي عليه السلام، خوفاً عليه من سلاطين الجور وأئمة الضلال، عبَّر عنه بما يحتمل أكثر من معنى؛ لتذهب العقول حيث شاءت؛ حتى لا تتيسَّر معرفته ولا يسهل تمييزه للطالبين لقتله عليه السلام والساعين للإمساك به.
لقد ضاقت الأرض بأهلها، وضاق الناس ذرعاً من ظلم من عليها وجورهم، حتى أصبحت قيمة العدل حلماً لا يصدق الإنسان أنها ستتمثل في يوم من الأيام أمام عينيه، وسيراها متحركة ومحركة للحياة من حوله، وستصمد أمام الظلم والتعسف الذي بلغ ذروته وخساسته ولا يكاد يترك حجراً ولا مدراً إلا آذاه وأمعن في العبث به.
في كل عام وفي مثل هذه الأيام تحتفي مجتمعاتنا بذكرى ميلاد الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، وتسعى كل بلدة لتزيين الشوارع والمنازل وغيرها من مظاهر الاحتفاء بهذه الذكرى.
يشنع خصوم الشيعة على الشيعة بأن مهديهم - بحسب دلالة روايات الشيعة - سيحكم بحكم آل داود إذا ظهر، وأنه لن يحكم بشريعة نبينا محمد الناسخة للشرائع السابقة؟!
القرآن الكريم كتاب فعل وعمل وليس كتاب رأي ونظر، ويدعو الإنسان إلى الحركة، بل وأن يتخذ من الحركة قانونا في حياته، بمعنى أن يظل الإنسان بحسب القانون القرآني﴿ ... كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾1، أي الاستجابة لقانون التطور والتجدد والتغير، والحاجة إلى الانتقال من حال إلى حال، وإلى حال أفضل دائما، وعدم التوقف والجمود عند حال معين، والركون إليه، والتسليم به.
يبقى القول إن الشباب هم طاقة المجتمع وعنفوانه، وهم خريطته في المستقبل والمربين لأجياله، وعليه يكون الانشغال بهم هو استثمارا حقيقيا للغد، وتخطيطا سليما للمستقبل، وحماية من الضرر والخراب في الراهن من الزمان.
يصعب الحديث عن رجل أهّلته ثقافته كما أهله جهده وقلمه دون الرجوع إلى المعين الذي اغترف منه نمير العلم، وسر الآداب، وفصيح الكلام، وعذب البيان. فكان واحدا من الذين غردوا على ذاك الفنن، وأبحروا في عالم النبوات الغنيٌ بالمبدعين والعاشقين الذين اكتووا بنار المحبة وباعوا جماجمهم لرب العزة.
والتربية هي صناعة الشخصية الإنسانية، بما تحمل من مؤهلات وكفاءات، وتتطلع إليه من دور وإنجاز. ومما يلفت النظر أن الله تعالى قد عبر عن التربية بالصناعة والتصنيع، في الحديث عن نشأة نبي الله موسى عليه وعلى نبينا وآله السلام وإعداده لدور الرسالة والقيادة، يقول تعالى: ﴿ ... وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ﴾1.
صاحب هذه المقولة الصادمة، هو المفكر المغربي الدكتور طه عبد الرحمن، والذي اتخذ منها عنوانا لفصل حول ابن رشد في كتابه الحواري (حوارات من أجل المستقبل) الصادر سنة 2000م، في دلالة على تمسكه بهذه المقولة، وتأكيده عليها، وسعيه لأن تكون في الواجهة، بقصد لفت النظر إليها، وذلك لطبيعتها الجدلية والإشكالية والاحتجاجية من جهة، ولأنها من جهة أخرى تمثل خلاصة رأيه، وجماع رؤيته حول ابن رشد.